فور عرب



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فور عرب

فور عرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فور عرب

فور عرب لكل العرب


    زوجه الملتزم

    شهدود
    شهدود
    مشرف عام


    عدد المساهمات : 215
    نقاط : 638
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 05/10/2009
    العمر : 29

    زوجه الملتزم Empty زوجه الملتزم

    مُساهمة من طرف شهدود الإثنين أكتوبر 05, 2009 12:04 pm

    يحاول الملتزم أن يلتمس كل الطرق التي تدفعه إلى الاستقرار،
    وسد الاحتياجات العاطفية، حتى لا يجد الشيطان منفذا إلى قلبه،
    وفي سبيل تحقيق الإشباع العاطفي ليس أمامه سوى الزواج،
    فهو الطريق الوحيد المشروع في الإسلام،
    حيث يختار رفيقة دربه وفق شروط محددة،
    وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التدبر في اختيار الزوجة،
    لأنها خير متاع الدنيا،
    فقال: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" (رواه مسلم والنسائي).

    وقد سبق أن اتَّهمت المتديناتُ المتأخرات في الزواج
    الملتزمين بأنهم وراء هذا التأخر،
    لأنهم قد يفضلون غير المتدينة على المتدينة،
    لأنها الأجمل أو الأرفع مكانة،
    أو الأغنى أو الأكثر حسبا ونسبا أو .. أو ... إلخ،

    فهل هذا صحيح؟.

    وهل حقا يضع المتدين في اعتباره أن الزوجة الصالحة سنده وعكازه
    الذي يمكن أن يستند عليه في مواجهة عواصف الحياة، وأنها السكن
    الذي يهدئ من روع المؤمن، ويزكي النفس، ويعزز الخلق من أجل
    رضا الله تعالى، والفوز بالآخرة؟ وما هي الشروط التي يضعها الشاب
    المتدين عند اختياره زوجته؟ وهل "التدين" شرطه الأول، أم أنه يولي
    المال، والجمال، والحسب والنسب، والمكانة الاجتماعية و.. و.. الأفضلية عند الاختيار؟

    الله جميل يحب الجمال!

    يعترف مصعب سعيد (سوري- 23 سنة) -في حوار على إحدى ساحات الحوار- بأنه لن يستطيع الارتباط بفتاة غير جميلة، فيقول: "الجمال مهم جدا في هذا العصر، في ظل التبرج والتعري في الشارع والإعلام، ولذلك أتمسك بحقي في الزواج من جميلة، لتكفيني شر النظر للأخريات.. أليس الحديث يقول "إن الله جميل يحب الجمال".

    ويرى عاصم حسن (مصري- 24 سنة) أن مقاييس الجمال نسبية، وأنها تعد عنده محصلة لأشياء كثيرة مجتمعة مع بعضها، ولكن يحسمها -لديه- جمال الروح، معللا ذلك بقوله: "هناك كثيرات جميلات الشكل، ولكن لا تطيق الاستماع إليهن بمجرد أن يطلقن لألسنتهن العنان...".

    ولا ينفي عاصم أهمية معيار الالتزام، ولكنه يرجح في النهاية كفة الجمال، قائلا: "لا أتصور أن أتزوج من فتاة ليس لها حظ من الجمال، مهما كانت درجة التزامها"!.

    ويشاركه الاهتمام بالجمال الروحي والشكلي، بشير عبد الله (سوداني- 21 سنة) فيقول: "هناك صنفان من الجمال: جمال الروح، وجمال الجسد، ويعالج جمالُ الروح أي نقيصة في جمال الجسد، وأتمنى أن يرزقني الله ذات الجمالين".

    ويضيف بشير: "أنا كرجل، مُلْزَم بالإنفاق على أسرتي، ولن أشعر بقوامتي إلا إذا قمت بهذا الدور، وبالتالي ليس لعامل الغنى أو الفقر أي أهمية في موضوع اختياري لشريكة حياتي".

    وفي المقابل، لا يجد عبد الخالق نواف (سعودي- 25 سنة) -في رسالة على إحدى المنتديات- غضاضة في الزواج من غنية، بل يعدها "فرصة" لأي شاب، ليس للأخذ من أموالها، ولكنها على الأقل ستكف عن مطالبته باحتياجاتها ومصروفاتها الشخصية التي لا تنتهي، والتي تقصم ظهر أي زوج.

    ولا يولي جمال إسماعيل (مصري- 24 سنة) التدين أهمية خاصة في معايير اختياره، موضحا: "أهم معيارين في اختياري هما الأخلاق والمستوى الاجتماعي، في المقام الأول، وهذا شيء ضروري وأساسي، ولا أرى ضرورة أن أتمسك بأن تكون عروستي محجبة وملتزمة في الأساس، وإنما لا بد أن يكون لديها فقط استعداد جيد، ثم يكون حجابها والتزامها على يدي".

    مرضاة الله

    لم يفكر علي خليل (لبناني – 28 سنة) -في رسالة على ساحة حوار شبكة إسلام أون لاين- في الدار الدنيا فقط، وإنما تجاوزت تطلعاته إلى الدار الآخرة. يقول: "إذا كنت سأفكر فقط فيما يسعدني ويرضيني في هذه الدنيا، فمتى سأفكر في القيام بأعمال صالحة لوجه الله تعالى؟.

    لهذا فكرت في أن أتزوج بأرملة شهيد عندنا في لبنان، وأن أتكفل بتربية أطفالها؛ فلماذا نعيش؟ أليس لمرضاة الله؟ وهل هناك أفضل من أن أتزوج من زوجة شهيد؟ وأن أكفل أبناءها الأيتام، لأكون ممن قال فيهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.

    والغريب أن أحمد حسين (مصري- 26 سنة) يحلم بفتاة متواضعة الجمال، لأن خبراته السابقة مع الجميلات والفاتنات، قد خلقت لديه الانطباع بأنهن مغرورات وسطحيات، يقول: "لا أتمنى أن أتزوج فتاة جميلة على الإطلاق، لأنها غالبا ما تكون مغرورة ومدللة من والديها، وكثيرة المتطلبات، وأفضّـل أن أتزوج من أخرى أقل جمالا في الشكل، ولكن الأهم أن تكون راجحة العقل، وتُحسن التصرف، ومريحة في العشرة، ولن يتأتى هذا إلا إذا كانت ملتزمة، وعلى درجة من الوعي والفهم بدينها ودورها في الحياة".

    بيضاء القلب

    ويُقص محمد محمود (مصري-39 سنة) تجربته في اختيار شريكة عمره، فيقول: "كنت أبحث عن نصفي الآخر طوال عدة سنين، ولم أشترط إلا أن تكون ذات دين، ولم أكن أعني الالتزام الظاهري سواء بالزى أو الأفكار التي سرعان ما تتغير مع تغير أحداث الحياة.

    ولكنني كنت أبحث عن قلب ينبض بحب الله، وحب الخير والفضيلة، بعيدا عن الآراء الفقهية والنظريات، فوفقني الله سبحانه وتعالى إلى زوجة على مدى عشرتي لها طوال 14 سنة، لم أر منها إلا كل خير وحب وحنان، أحمد الله كثيرا عليها.

    وفي المقابل وضع أخي الأصغر شرطا أساسيا مخالفا تماما وقال: "أريدها بيضاء"، ولم يضع في اعتباره أمورا كثيرة أهم من الجمال. لذا لم ينفعه جمالها بعد الزواج، لأنها حطمت أعصابه ودمرت كيانه بعصبيتها الزائدة، وسوء سلوكها مع الأهل والأقارب والجيران. وبعد أن طلقها أخشى عليه أن يهتف ويقول: "أريدها سوداء".

    الاختيار الموفق


    الاختيار يجمع بين العقل والعاطفة


    وينفي الداعية المصري الدكتور صفوت حجازي، أن يكون الجمال أو الثراء جل اهتمام الشباب الملتزم في الاختيار، موضحا: "من خلال مشاهداتي ومعاملاتي، أرى أن أغلب الشباب الملتزم اليوم يركزون على أن تكون الفتاة ملتزمة دينيا".

    وينصح حجازي الشاب الملتزم بأن يتوخى الحذر في الاختيار، حرصا على دينه ومستقبله وأبنائه، وأن يتريث في الاختيار، معلقا: "لا يصح بأي حال أن يختار الإنسان زوجته على أساس عنصر واحد، سواء أكان الجمال أو الثراء أو حتى الدين، فأغلب اختيارات الشباب هذه الأيام اختيارات فاسدة، لأنها تعتمد على اتباع الهوى، أو تركز على الدين بشكل مُخل، فقد تكون ملتزمة دينيا ظاهريا ولكنها سيئة الخُلق، عصبية، أو لا تصلح كأم، أو زوجة، وهذا الاختيار المخل موجب للفشل بكل تأكيد".

    ويذكرنا د.أيمن مهدي -أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر- بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"، مشيرا إلى أن الأسس الأربعة التي ذكرها الحديث، هي معايير الاختيار لشريك الحياة، ولكنها لا تجتمع كلها في الغالب، وإنما يختار الإنسان أولوياته من بينها.

    ويوضح المهدي أن الإسلام لا يرفض المقومات الثلاثة الأخرى، ولكنه يقدم الدين عليها، فلا مانع من أن تكون الفتاة جميلة وثرية، ولكن الأهم أن تكون متدينة وخلوقة. فالرسولr يقول: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة".

    ويضيف: "لو لم تكن المرأة متدينة؛ فقد يأتي عليها وقت وتعرض عن طاعة زوجها، وبدون هذه الطاعة، سيستحيل كل جمالها إلى قبح. ويتصور بعض الشباب أنه يجب أن يبحث عن المتدينة القبيحة، لأن صبره على قبحها دليل على حبه لله. وهذا غير صحيح، والصحيح أن يطلب الشاب الدين مع الصفات التي ترضيه دون مبالغة، فالنية في الأساس الدين، وباقي الصفات تُعين على تحقيق هذه النية".

    مقاييس صعبة جدا!

    يرى الدكتور عمرو أبو خليل -أخصائي الطب النفسي- أن الإعلام ليس له تأثير كبير على الشباب من ناحية التمسك بالزواج من الجميلة، مبينا: "منذ سنوات طويلة، وقبل انتشار الفضائيات والأغاني بهذه الصورة، والشباب دوما يعطي الأولوية المطلقة للجمال في الاختيار، وكانت دائما حجتهم -ولا تزال- إن هذا أكثر عونا على غض البصر، ولذلك كانوا يبحثون عن مقاييس صعبة جدا.

    ويشير أبو خليل إلى أن هذا ناتج عن مشكلة الاختيار وفقا لمعيار الشكل فقط، حيث إن أغلب الملتزمين تكون وسيلتهم للزواج هي المشاهدة عن بعد، ثم الانتقال إلى الزواج مباشرة، لأنه لا يوجد صفات محددة يختار على أساسها سوى أنها تحضر درسا ما مثلا، وبالتالي تتضخم مسألة الشكل لديه.

    ويضيف أن "التركيز على الجمال الظاهري يحدث مشاكل جمة، فيتم غض النظر عن التكافؤ، وقد يترتب على اختلاف مستوى جمال الزوجة بعد الحمل والولادة، أن يبحث الزوج عن نوع آخر من الجمال، أو ربما يبحث عن بديل يتفاعل معه".

    ويناشد د.أبو خليل الملتزمين بأن يحسنوا الاختيار، ولا يركزوا في اختيارهم على أحد الجوانب مع إغفال أو إهمال باقي الجوانب، ولا مانع من أن يعطوا لأنفسهم فرصة للاختيار من مجال العمل أو العلاقات المعروفة لديهم والتي يستطيعون التعامل معها في جو لا ينافي الالتزام، ولكن يجب أن يعطوا مساحة أكبر من التعامل؛ تمكن من الحكم على إمكانية نجاح هذه العلاقة أو فشلها".

    ويذكر د.علي ليلة -أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس- أن الإسلام "لم يعطِ الجانب المادي اعتبارا كبيرا، ومن يبحث عن هذا الجانب فمعناه أن درجة الالتزام لديه منخفضة، ولا أستطيع أن أقول بأنه ملتزم".

    ويستطرد د.ليلة: "الجمال -حسب فلسفة الجمال- ليس بجمال الوجه فقط، وإنما هناك جمال الروح والعقل وخفة الظل، وفي رأيي يجب البحث في الدرجة الأولى عن التكافؤ، وقابلية الحياة الزوجية، لأن الناس هذه الأيام لم يعودوا يستطيعون التحمل والاستمرار في الحياة الزوجية في ظل وجود مشاكل.

    ويختتم د.علي ليلة بقوله: "إن التركيز على الجمال مؤشر على أن المجتمع قد انهارت أخلاقه الأساسية، وقيمه أصبحت ضعيفة، كما أنها سوف تؤثر على الأبناء بصورة سلبية، وبالتالي على المجتمع ككل".

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:57 am