براءة طفله

" الحب هو ألا تحتاج إلى أن تقول ( أسف) أبداً."
( إريك سيجال )


كانت بجواري كالعادة
تتشاجر من غير مبرر
تكفُر بعهودٍ قد رَسَمت
في معابدنا السعادة
تعدو خلف ذيول الحزن
تتخذ من الألم عبادة
تطلب أسباباً
تطلب أعذاراً
تتشاجر .. تتقاتل
تتكلم .. تتلعثم
في غير هوادة

نظرت إليها كي أتكلم
فلمحت بعيداً
طفلٌ يتشاجر مع طفلة..
هو يمسك .. هي تمسك
هو يجذب .. هي تجذب
و بينهما تتمزق دمية
هو يدرك حقه في اللُعبة
هي تدرك حبها للُعبة
وفي غفلة ..
تتطاير أحشاء الدمية
تبكي كثيراً ...
يقف حزيناً ...
ماذا ستفعل ؟ ..هل تضربه ؟
هل تتركه يبقى وحيداً ؟
يجري .. تجري .. أجري بنظري
فأجدها أمامي ..
وجهٌ يبدو غريباً
وجهٌ لم أعرفه قديماً
مازالت تجلس لتثرثر
مازلت أفكر وأفكر
ما الفارق في القصة ؟
كنا نتشاجر مثلهما
كانت تبكي .. كانت تبكي
كان حزيناً .. كنت حزيناً
لكني أشعر بالفارق
أسمع صوتها يعلو
مازالت تصرخ .. تتساءل

مالك ترفض أن تتكلم
عقلك يعدو بعيداً عني
أطراف يديك تتراجع
تتصارع ..
كي تفلت مني
أشعر بفؤادك يتألم
ما سر جمود علاقتنا
هل تعلم ؟

ونظرت بعيداً فرأيته
في حذرٍ ..
ينظر إليها
تضحك له
تشدو سعيدة ..
الآن لي دمية جديدة
يدنو إليها .. تدنو إليه
يمسك .. تمسك
يجذب .. تجذب
يضحك .. تضحك .. يمسك يدها
ترمي الدمية ..
تمسك يده ..
يجري .. تجري معه
أجري خلفهما بنظري
فأجدها أمامي ..
مازالت تسأل
هل تعلم ؟
فأنظر بعيني بعيداً
وتتحرر دمعه



فالآن أعلم .