فور عرب



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فور عرب

فور عرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فور عرب

فور عرب لكل العرب


    الجزء الثانى من حرب اكتوبر

    شهدود
    شهدود
    مشرف عام


    عدد المساهمات : 215
    نقاط : 638
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 05/10/2009
    العمر : 29

    الجزء الثانى من حرب اكتوبر Empty الجزء الثانى من حرب اكتوبر

    مُساهمة من طرف شهدود الأربعاء أكتوبر 07, 2009 5:25 am

    الجزء الثاني


    خطة الخداع


    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    «حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية»

    حظيت حرب
    أكتوبر باهتمام واسع من قبل المفكرين والساسة والعسكريين في الوطن العربي
    واسرائيل بل وفي العالم أيضا ولعل كتاب حرب أكتوبر وأزمة المخابرات
    الاسرائيلية للمؤلف الاسرائيلي،



    تسفي لائير
    أحد كبار المفكرين في مجال الدراسات الاستراتيجية في اسرائيل نموذج لذلك
    ومما يزيد من أهمية هذا الكتاب أنه أثار ضجة كبيرة في اسرائيل عند صدوره
    أدت في النهاية الى اختفائه والتعتيم الشديد عليه وتجاهله تماما في
    الكتابات العسكرية والاستراتيجية والسياسية الاسرائيلية التي تتناول حرب
    أكتوبر بالتحليل والدراسة والنقد وهو ما دفع مركز الدراسات الشرقية بجامعة
    القاهرة الى ترجمته الى العربية واصداره مؤخرا في اطار سلسلة الدراسات
    الدينية والتاريخية التي يصدرها المركز.



    ويقول د.
    محمد محمد أبوغدير الذي قام بالترجمة أن المؤلف يقدم في هذا الكتاب نقدا
    عنيفا للتفسيرات الاسرائيلية التي أعطيت لتبرير هزيمة الجيش الاسرائيلي في
    حرب 1973 مؤكدا على ضعف تلك التفسيرات وأنها لا تتناسب أبدا مع هذا الحدث
    الهائل في تاريخ العسكرية الاسرائيلية لكونها أول هزيمة عسكرية لاسرائيل
    على أيدي العرب.. كما أنها لم تفد في الكشف عن جوانب التقصير التنظيمية
    والمخابراتية من جانب الجيش الاسرائيلي ولا في تحليل عنصر المفاجأة وكيفية
    حدوثها حيث أنها تناولت قشور القضية فقط والظواهر السطحية لها ولم تتناول
    صلب المفاجأة والأسباب العميقة لها حتى لا تعترف بانتصار الفكر السياسي
    والعسكري العربي على الفكر الاسرائيلي لذلك فإن هذا الكتاب يعد شهادة
    تقدير واعتراف قوي بالنجاح الذي حققته العسكرية العربية في 1973 رغم
    محاولات التخفيف من الصدمة التي لحقت باسرائيل وبالاسرائيليين وبمؤسساتها
    السياسية والعسكرية والتي تصل الى حد عدم الاعتراف الكامل بالهزيمة.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9



    ويتكون
    الكتاب من ثلاثة فصول ويتحدث المؤلف في الفصل الأول عن المفاجأة والانذار
    المبكر وهل المفاجأة في حرب أكتوبر كانت نتيجة لفشل في الانذار المبكر وأن
    المخابرات العسكرية الاسرائيلية فشلت لأنها لم تقدم الانذار المبكر
    المطلوب وبالتالي فهي مسئولة مسئولية مباشرة عن الانتصار المصري السوري في
    الحرب فالانذار المبكر يسمح بالتعبئة المنظمة لقوات الاحتياط كأساس راسخ
    في خطط دفاع الجيش الاسرائيلي وقد سقط هذا الأساس وبالتالي فشل الجيش
    الاسرائيلي في تنفيذ خططه الحربية وبخاصة لأنه يعتمد اعتمادا أساسيا على
    وحدات الاحتياط وانتشارها واستدعاء الاحتياط يعتمد على الانذار المبكر
    الذي لم يتم، فقد قضت لجنة اجرانات في أعقاب حرب يوم الغفران بأن
    المخابرات العسكرية «أمان» فشلت لأنها لم تقدم الانذار المبكر المطلوب
    ولذلك رأت اللجنة أن «أمان» مسئول بدرجة كبيرة عن النجاحات غير المتوقعة
    التي حققتها كل من مصر وسوريا خلال الأيام الأولى للحرب.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9



    وقد رأت لجنة
    أجرانات وكذلك الرأي العام الاسرائيلي أن فشل جهاز المخابرات الاسرائيلي
    في اعطاء الانذار المبكر كان أحد الأسباب الرئيسية التي حالت دون توفير
    الامكانيات لجيش الدفاع لتنفيذ خططه السابقة عن الحرب ولو نفذت لكان في
    استطاعة جيش الدفاع كما حدث في الحروب السابقة تحقيق الانتصار الحاسم
    والسريع على الجيوش العربية حيث أن القوة الرئيسية لجيش الدفاع تعتمد على
    وحدات الاحتياط.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9



    ومن المسلمات
    الراسخة الأخرى والتي تتصل بالمفاجأة التي حدثت في حرب يوم الغفران تلك
    التي ترى بأن الانذار المبكر المخابراتي الذي قدم صبيحة السادس من أكتوبر
    حدد الساعة 18.00 موعدا لبدء الحرب ولكن الحرب بدأت فعلا قبل ذلك بأربع
    ساعات أي في الساعة 13.58 ويتمسكون بأهداب تلك الحقيقة لتفسير الفشل
    العسكري الذي حدث في الأربع والعشرين ساعة الأولى للحرب وفي تفسير حقيقة
    أن الوحدات النظامية في القيادة الجنوبية لم تكن منتشرة وفق التخطيط
    المسبق، فمن المؤكد أن عدم تعبئة الاحتياط كما كان مخططا له بسبب الانذار
    المبكر قصير المدى فجر مشاكل خطيرة على مستوى تسليح القوات وتزويد الوحدات
    المختلفة بالعناصر البشرية المنقولة اليها على استعجال وأدى ذلك في بعض
    الأحيان الى الدفع بقوات الى ساحة القتال قبل أن تصل كل عناصر الدعم.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    وفي نهاية
    هذا الفصل يقول المؤلف أنه يجب أن نضع علامة استفهام في نهاية الزعم
    القائل بأنه لو وصل انذار مبكر وبصورة مبكرة ولو قام جيش الدفاع بنشر كامل
    قواته لفشل المصريون والسوريون في تحقيق هدفهم ولما وقعت الحرب حيث يؤكد
    رئيس الأركان المصري الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته عن حرب
    يوم الغفران أن تقديرات المخابرات المصرية كانت ترى بأنه رغم خطة التمويه
    المصرية سيكون لدى الاسرائيليين انذار مبكر لمدة ثلاثة أيام على الأقل بل
    ربما سيكون لديهم هذا الانذار المبكر قبل اندلاع الحرب بخمسة عشر يوما



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    اكتشاف
    الصورة الخاطئة وفي الفصل الثاني يناقش المؤلف الفارق بين المفاجآت الآتية
    والمفاجآت الأساسية وأن صدمة يوم الغفران تتركز في اكتشاف المجتمع
    الاسرائيلي للصور الذاتية الخاطئة عن أنفسهم وعن قدرتهم العسكرية
    والاجتماعية وعن قدرتهم المعنوية حيث رأت لجنة أجرانات أن مفاجأة حرب يوم
    الغفران وقعت لأن التصور الخاص بشعبة المخابرات في القيادة العامة كان
    خاطئا وقد ربطت اللجنة ذلك بافتراضين استراتيجيين وهما.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    ان مصر لن
    تبدأ الحرب ضد اسرائيل إلا اذا ضمنت لنفسها وفي البداية توافر القدرة
    الجوية على مهاجمة العمق الاسرائيلي وبخاصة مهاجمة المطارات الاسرائيلية
    الرئيسية لكي يصاب السلاح الجوي الاسرائيلي بالشلل. أن سوريا لن تشن هجوما
    واسعا على اسرائيل إلا اذا حدث ذلك في توقيت واحد مع مصر.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    والملمح
    الهام الآخر الخاص بحجم المفاجأة الأساسية والذي لم يشمله وصف لجنة
    أجرانات لمصطلح «التصور» هو حالة الهلع التي شعر بها الطرف الذي تعرض
    للمفاجأة والتي لا ترتبط بالخصم مباشرة فقد انهارت خلال حرب يوم الغفران
    الفكرة القائلة بأن الجيش الاسرائيلي هو «محمية طبيعية» داخل المجتمع
    الاسرائيلي وأنه يمكن الحفاظ ولفترة طويلة من الوقت بهذا الجيش كواحة
    للفاعلية والمنعة للنأي به بعيدا عما يصيب المجتمع المحيط به وفوجئ
    الاسرائيليون بعدم فاعلية تنظيمه وانهيار المصداقية في التصريحات المتكررة
    من جانب زعمائهم من أن اسرائيل حققت بعد الأيام الستة انتصارا رسخ أمنها
    وحولها الى قوة جوية كبرى مما سيساعدها على تخليد الوضع الراهن السياسي
    الاستراتيجي على الدوام.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    ولكن تبين
    للاسرائيليين في السابع من أكتوبر وللمرة الأولى أن هناك امكانية في أن
    تقع الهزيمة بجيش الدفاع على أيدي العرب بكل ما يستدل من ذلك من معان تجاه
    الصورة التي كونها الاسرائيليون عن قوتهم القومية - الاجتماعية - لقد فوجئ
    الاسرائيليون عندما تبين لهم بأنه ليس في مقدور الجيش الاسرائيلي حسم
    المعركة في جبهتين في آن واحد وأنه لكي يحقق الحسم في إحدى الجبهتين فإن
    عليه أن يتقبل وبصورة مؤقتة المكاسب العسكرية التي يحققها العرب في الجبهة
    الأخرى. ويمكن أن نفسر حالة الهلع التي حدثت بأنها ناجمة عن التبدد
    المفاجئ للمسلمات المتوارثة فهذه الفجوة بين التوقعات وبين الأحداث
    الفعلية فجرت الدافع النفسي للعثور على سبب أو عنصر تحمله مسئولية ما حدث
    وكان السبب الأول الذي سبق كتفسير للفجوة بين التوقعات وبين الواقع الفعلي
    هو عدم تلقي الانذار المبكر في الموعد المناسب فلقد خلقت سلسلة حروب
    اسرائيل منذ حرب 1948 وحتى حرب يوم الغفران صورتين داخل المجتمع
    الاسرائيلي ـالأولى: أن الأمن يحدد بالوسائل العسكرية وليس السياسية.



    ـ الثانية «أن أي صدام عسكري مع العرب ينتهي بتعاظم الأمن الاسرائيلي وكان لحرب الأيام الستة دور حاسم في ترسيخ هاتين الصورتين..


    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    وقد توافرت
    خلال حرب الاستنزاف جميع الملامح المطلوبة لزعزعة هذا التصور ولكن وبصورة
    تدعو للاستغراب قاموا بترسيخ هذا التصور حيث نظر الاسرائيليون الى نهاية
    حرب الاستنزاف على أساس أنها نصر اسرائيلي يثبت عجز العرب في أن يفرضوا
    على اسرائيل حلولا بالوسائل العسكرية وأنه بعد ثبوت التفوق الاسرائيلي في
    حرب الأيام الستة باعتبارها حربا شاملة فإن حرب الاستنزاف أثبتت أنه ليس
    أمام العرب فرصة الصمود في وجه اسرائيل في مثل هذه الحرب بينما تشكل
    الرؤية المصرية لحرب الاستنزاف دحضا واضحا لتلك النظريات الاسرائيلية،
    وهكذا ازدادت في أعقاب حرب الاستنزاف الآمال التي علقها الجيش على السلاح
    الجوي لكي يكون قادرا خلال الحرب القادمة أيضا على العمل كمدفعية ثقيلة
    وأن يقدم الدعم للقوات البرية ويحدث ذلك رغم أن حرب الاستنزاف أبرزت
    المصاعب المتزايدة أمام تحقيق حرية العمل للسلاح الجوي في الجبهة بسبب
    حوائط الصواريخ وفي صيف 1973 نشر نظام صاروخي للدفاع الجوي من دمشق فجنوبا
    صوب درعا وهكذا أصبحت هضبة الجولان جميعها منطقة مغطاة بالصواريخ وتضاءلت
    مساحة العمل أمام السلاح الجوي بنسب كبيرة واستند الدفاع الاسرائيلي في
    مرحلة صد الهجوم السوري على الدعم الفوري الذي يقدمه السلاح الجوي اذ لم
    تتواجد على امتداد الخط الأمامي ذاته سوى 70 دبابة تقريبا وقوة مشاة
    محدودة وما بين 3-4 بطاريات مدفعية.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    ولكن ورغم كل
    ذلك لم يتم الاستفادة من هذه المعلومات حيث واصلت اسرائيل التمسك بتصور
    خاطئ عن أهداف الحرب العربية عشية حرب الغفران وخلالها أيضا فالمعلومات
    الواضحة التي تتحدث عن قيام المصريين والسوريين بحشد قواتهم استعدادا
    للحرب لم تدفع القيادة السياسية الى تصديق أن السادات والأسد يبدآن الحرب
    حقا وكان الموقف الاسرائيلي يرى بأن مثل هذه الحرب ستحسم عسكريا لصالح
    اسرائيل حيث أن العرب يفتقرون أي فرصة للانتصار فيها. ولذلك فقد شكلت حرب
    يوم الغفران بعدا جديدا عند مقارنتها بسلسلة الحروب التي خاضتها اسرائيل
    ضد العرب منذ حرب 1948 فهذه هي المرة الأولى التي خاض فيها الجيش
    الاسرائيلي حربا جاءت بدايتها في صورة هجوم عربي بكامل قواته فالخبرة
    التاريخية لجيش الدفاع لم تحصنه ضد هذا الاحتمال.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    صحوة مبكرة
    ويشير المؤلف الى أنه رغم تعرض الجيش الاسرائيلي لحرب جاء بدايتها من جانب
    العرب لأول مرة فقد برزت سمة هامة خلال المراحل المتأخرة من الحرب وهي
    معدل الصحوة التي شاهدها الجيش لقد توافرت لاسرائيل خلال حرب يوم الغفران
    القدرة على قراءة الوضع وبسرعة الى جانب الحنكة والارتجال والجرأة لدى
    القادة المحاربين وكانت تلك عوامل هامة في الصحوة العسكرية في تحويل عجلة
    الحرب من وضع استهلالي خطير الى وضع تحقيق مكاسب عسكرية في نهايتها فقد
    نفذ الاسرائيليون الهجوم المضاد الأول الذي فشل في الجبهة الجنوبية في
    الثامن من أكتوبر أي بعد يومين من حدوث المفاجأة وفي الجبهة الشمالية
    استكملت قوات الجيش الاسرائيلي حتى العاشر من أكتوبر اعادة الاستيلاء على
    هضبة الجولان فيما عدا جبل الشيخ وبدأت في تقدمها في عمق الأراضي السورية
    وحدث كل ذلك رغم تعرض اسرائيل لمفاجأة في جبهتين وفي توقيت واحد.




    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    وفي الفصل
    الثالث يقدم المؤلف تحليلا عميقا للدروس المستفادة من حرب اكتوبر 1973 ومن
    أهم هذه الدروس من وجهة نظر المؤلف أن حرب يوم الغفران كشفت التناقض
    الجوهري القائم بين التطور العظيم للفكر السياسي والعسكري المصري والسوري
    وجمود الفكر السياسي والأمني الاسرائيلي حيث تضمن التخطيط المصري السوري
    للحرب مجموعة كبيرة من اجراءات الاخفاء والتضليل ونفذ ذلك تحت ستار
    المناورة العسكرية حيث تلقى الضباط الذين تقرر اشراكهم في الحرب على مستوى
    السرية والكتيبة أوامر العبور قبل بداية الحرب بساعات معدودة فقط وأشارت
    البرقيات والرسائل المصرية الكثيفة التي قامت شعبة المخابرات في القيادة
    العامة بفك رموزها الى أن هؤلاء مشغولون بمناورة كبرى وقد أدى ذلك الى
    تزايد مشاعر المصداقية في المعلومات العلنية التي بثها المصريون عن
    المناورة كما قام المصريون في الرابع من أكتوبر بتسريح حوالي 20 ألف جندي
    من الاحتياط ونشر ذلك على الملأ كما نشرت جريدة «الأهرام» في الخامس من
    أكتوبر خبرا عن تسجيل أسماء الجنود للحج لمن يرغب في ذلك كما لم تعط اعمال
    المراقبة لما يحدث على مسافة 150-200م حيث تتواجد مواقع الجنود المصريين
    في الضفة الغربية للقناة أي اشارة الى الحرب المقبلة بل العكس هو الصحيح
    فقد قيل بعد الحرب من أن الجنود المصريين شوهدوا صبيحة يوم الغفران وهم
    يجلسون في استرخاء على المرتفعات الرملية ويرتدون ملابسهم الداخلية.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    ويبدو في
    نهاية الأمر أن خطة الاخفاء والتضليل المصرية رسخت الاعتقاد لدى
    الاسرائيليين بأن المصريين والسوريين لن يجرؤوا على الهجوم ولكن لم يكن
    الاخفاء والتضليل يشكلان العنصر الحاسم في خلق هذا الاعتقاد بل الذي فعل
    ذلك هو الخداع الاسرائيلي الذاتي وكما يبدو فإن المخططين المصريين لم
    يولوا قبل الحرب أهمية حاسمة لعملية الخداع والتضليل ومن الشواهد الهامة
    على أن المصريين لم يعلقوا أهمية حاسمة على الخداع خلال تخطيطهم للحرب
    ماقاله الفريق الشاذلي والذي ورد في كتابه «حرب أكتوبر - مذكرات» من أن
    المخابرات المصرية ذاتها كانت ترى أن اسرائيل ستحصل على انذار مبكر قبل
    الحرب بخمسة عشر يوما وبدأ المصريون في تبني أسطورة الخداع بأثر رجعي
    عندما تبين لهم الى أى مدى كانت المفاجأة شيئا حاسما وعلى ضوء السهولة غير
    المتوقعة التي تمت بها عملية العبور جاء ابراز أهمية النجاح في الخداع
    كجزء من التوجه المصري الى اظهار حرب يوم الغفران ليس فقط كنصر عسكري بل
    كشاهد على انهيار أسطورة التفوق العسكري الاسرائيلي.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9



    مفاجأة
    السادات وجاء الدرس المستفاد الآني والهام للغاية متصلا بحجم الجيش ففي
    أعقاب الحرب بدأ الجيش الاسرائيلي مسيرة تعاظم كمي ضخم وبصورة غير مسبوقة
    وزاد حجم الجيش الاسرائيلي بحوالي الثلث مقارنة بحجمه قبل الحرب وزادت
    قواته النظامية بما يقرب الى النصف وبالنسبة لأجهزة المخابرات فإن الدرس
    الأساسي الذي يجب الخروج به من مفاجأة حرب يوم الغفران هو أنه ليس هناك ما
    يضمن عدم وقوع أجهزة المخابرات التي تعمل بفاعلية أكبر نسبيا على مستوى
    تقديرات الموقف الآنية والتي حققت انجازات كبيرة في مجال جمع المعلومات بل
    ونجحت في تطوير منظومة انذار مبكر آن ومتطور «وهو ما تميزت به منظومة
    المخابرات الاسرائيلية عشية حرب يوم الغفران» في مفاجآت أساسية أخرى وهو
    ما حدث بالفعل بعد ذلك فقد تعرضت أجهزة المخابرات الاسرائيلية للمفاجأة
    مرة أخرى بعد اربع سنوات من حدوث المفاجأة الاساسية لحرب يوم الغفران
    وكانت هذه المفاجأة من نوع المفاجأة الأساسية ونقصد بذلك زيارة السادات
    للقدس التي كانت بمثابة مفاجأة اساسية لغالبية الاسرائيليين بما في ذلك
    أجهزة المخابرات والزعامة السياسية خاصة وأن عددا محدودا من الأشخاص كانوا
    مشاركين في سر هذه الزيارة. ولا يتمثل فشل المخابرات الاسرائيلية «أمان»
    في عدم تقديمها الانذار المبكر بشأن الزيارة وموعدها بل يتمثل أيضا في
    الكشف عن عدم الادراك الأساسي للتغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
    التي حدثت في مصر والتي حدثت قبل ذلك بفترة من الوقت وأدت الى قيام الرئيس
    السادات بزيارة القدس.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    ومن المجالات
    التي ربما كان تمسكنا فيها بتصور قومي خاطئ ما يتصل بنظرتنا الى سوريا
    باعتبارها أكثر أعداء اسرائيل تطرفا وشراسة ونشاطا وأنها آخر الدول
    العربية المرشحة للتوقيع على اتفاق سلام مع اسرائيل ويبدو على الأقل توافر
    عدة حقائق كان يجب أن تفجر علامات استفهام حول هذا التصور فليس هناك أي شك
    في الوضوح والتشدد الايديولوجي المعلن من جانب النظام البعثي في سوريا
    ولكن هذا النظام أثبت ولمرات عديدة قدرته على اتباع سياسة تتسم برجاحة
    العقل تجاه اسرائيل وعلى الالتزام بكبح جماح النفس والمرونة طالما أن
    مصلحته تدعوه الى تطبيق هذه السياسة التي مكنت الطرفين سوريا واسرائيل من
    تحاشي الدخول في حرب .



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    بينهما في
    الساحة اللبنانية ومن تحقيق الاستقرار المستمر وعلى عدم تجاوز رد فعل عال
    في هذه الساحة الصاخبة والمتقلبة إلا أن التصور الاسرائيلي تجاه السوريين
    هو تصور راسخ واحتمالات اعادة دراسته بصورة موضوعية هي احتمالات ضئيلة
    للغاية ولا ينبع ذلك فقط من الحاجز النفسي الايديولوجي بل ينبع أيضا
    وبصورة لا تقل عن ذلك من أن النظام السياسي في اسرائيل يخلو من أي عنصر
    سياسي مهتم باجراء مثل هذه الدراسة فليس هناك من يقوم بجمع بل وتقديم نفس
    الشواهد القائمة التي يستدل منها أن التصور الاسرائيلي تجاه سوريا ليس
    سليما بالضرورة.



    الجزء الثانى من حرب اكتوبر 38kp9


    توضيح لابد منه الموضوع قد قمت بتجميعه من اكثر من مصدر واحتفظ به منذ فترة كبيرة جدا

    لى عودة للجزء الثالث :والرابع
    ولكن بعد ان تقرءوا الجزئين دول

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 8:04 am